بسم الله الرحمن الرحيم و إيّاه نستعين
الحمدُ للهِ المـُتجلّي فـى كتابهِ لتعليمِ النفوسِ و تزكيتِها, و الصلاةُ علي رسولهِ المنعوتِ بالخُلقِ العظيمِ, و علي آلِه و من اتّبَعهُ بالقولِ القويمِ, نتولّي مَن تولاّهُ اللهُ ونَتبرّءُ ممّن تبرّءَ مِنهُ.
أمّا بعدُ, فهذهِ وَجيزةٌ حولَ الأخلاقِ بينَ النظرِ و العمِل و نُبَذٍ من الدليلِ و العلاجِ نرجو من اللهِ سبحانَه ان يُعَلّمنا ما هو الصَواب و يُوفّقنا إلي ما لهُ الثَواب. ولْنقدِّم مقدَّماتٍ و أصولاً يُعتَمدُ عليها و يُركَنُ إليها و يُوثَقُ بها لاتّضاح ما هو المبهَمُ فـى فنّ الأخلاقِ فيما يَلى.
المقدَّمَةُ الأولي إنّ علمَ الأخلاقِ من العلومِ الانسانيّة حيثُ تَتضاربُ الآراءُ فيه حَسَب تَضارُبِها فـى معرفةِ الانسانِ و أنّه ما هُو, كما أنَّ الانسانَ موجودٌ خاصٌّ من النظامِ العالَمى فتتفاوتُ الأنظارُ فيه حَسَبَ تفاوتِها فـى معرفةِ العالَم مِن حيثُ هُوَ, فمن ذهَبَ الي أنّ كلَ موجودٍ, فهو مادّىٌ محسوسٌ, و انّ ما ليسَ بمادّىٍ و لا محسوسٍ فليس بموجودٍ بل هو خُرافـىٌ منبوذٌ وراءَ الظَهرِ, فهو يَتخيّلُ أنّ طريقَ المعرفةِ منحصرةٌ فـى الحسِّ و التجربةِ, و أنّ الانسانَ مادّىٌ صرف يَذهبُ بالموتِ جُفاءً و يُتْركُ سُديً, و أنه خُلِقَ عَبثاً و لا يُهلِكُه إلاّ الدهرُ, يموتُ و يحييٰ و ما له مبدأٌ و لا معادٌ. و مَن ذَهبَ الي أنّ الموجودَ علي قسمينِ مادىٍ و مجرّدٍ, و أنّ الانسانَ مؤلَّفٌ من بَدنٍ مادّىٍ و من روحٍ مُجرّدٍ لا يَنْفَدُ بالموتِ و لا يفني به, و أنّه يَبقي بعد الموتِ فهو يَعلمُ أنّ للانسانِ هدفاً سامياً منزّهاً عن العَبَثِ و أنّ لَهُ و لِلعالَمِ مَبدأً مُجرّداً عَليماً قَديراً حَكيماً ليس كمثلهِ شَىءٌ, و أنّ طريقَ المعرفةِ مُنْشَعِبةٌ الي الحِسّ و التجربةِ و الي العقلِ و التجريدِ.
المقدَّمةُ الثانيةُ: إنّ اللهَ سبحانَه واحدٌ لا مَثيلَ لَهُ, و إنّ أوصافَه الكماليةَ الذاتيةَ عينُ ذاته, كما أنّها أيضاً مُتّحدةٌ ذاتاً و إن كانتْ مُتفاوَتةً مفهوماً, و إنّ عِلمَه الأزلـّىَ الأبدىَ حقٌّ قَراحٌ لا يَشوبُه جَهلٌ, و لا يَعتريه سَهوٌ, و لا يَعتورهُ نِسيانٌ, و لا يَعرِضُه تَبدّلٌ و لا تَحوّلٌ, و انّه ربٌّ للعالمينَ من الانسانِ و غيرِه, و إنّ ربوبيَّته باعطاءِ كلِ ذى حقٍ حَقَّه, و بهدايتِه الي مَقصدِه, و بإرائتِه مسلَكهُ الـمُوصِلَ الي مقصودِه, و إنّ هِدايَتَه للانسانِ تارةً بإلهامهِ العقلىِّ و أخري بإنزالِه النَقلِّى, فهو سُبحانَه يَهدى الانسانَ بالوحىِ المستكشَفِ بالعقلِ تارةً, و بالنقلِ أخري فالوحىُ للأنبياءِ و المرسلينَ, و لا يُعادِلهُ شَىءٌ من العلومِ أصلاً, لأنّه بالشهودِ العينـىِّ لا بالحُصولِ المـَفهومىِّ, مَعصوماً عن الخطأ, كما أنّ هؤلاءِ المبعوثينَ أيضاً مَعصومونَ عن الخطيئةِ, بِخِلافِ ما لغيرِهم من العُلماءِ الذين تَكونُ علومُهم بالحصولِ المفهومىِّ لا الشهودِ العينـىِّ أولاً, و مشوباً بالسهوِ و الخطأِ ثانياً, كما أنّهم ليسوا بِمعصومينَ عن الخطيئةِ ثالثاً. فالانسانُ يَنالُ بالعقلِ البرهانـىِّ و بالسمعِ الـمُعتبرِ ما ألهمهُ اللهُ و ما أُنزِلَ إليه بواسطةِ الأنبياءِ و المرسلينَ(عليهم السلام).
المقدَّمة الثالثةُ: إنّ الدينَ الإلهىَّ لهُ مبدأٌ فاعلىٌ واحدٌ, و له مبدأٌ قابلىّ فاردٌ, و حيث إنّ اللهَ الذى هو المبدأُ الـمُفيدُ للدين, واحدٌ لا تعدّدَ فيه, و المبدأُ المستفيدُ له و هى الفِطرةُ الانسانيّةُ التـى لا اختلافَ فيها و لا تَخلّفَ, واحدٌ لا كثرةَ فيه, فلابدَّ و أن يكونَ الدينُ واحداً كما قال سبحانَهُ: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ﴾1, و حيثُ إنّ الانسانَ فـى كلِ عَصرٍ و مِصرٍ و جِيلٍ له خصوصيةٌ لا توجَدُ فـى غيرِ ذلك, فلذا جعلَ اللهُ سبحانَه له شِرعةً و مِنهاجاً مُختلفاً, فأصلُ الدينِ و خُطوطُه الجامعةُ و المشتركُ فيها واحدٌ لا تَعدَّد فيهِ, لما أنّ أصلَ الفطرةِ الانسانيةِ واحدةٌ لا تَبدّلَ فيها و لا تَحوّلَ لها, و شَرائعُه و مَناهِجُه مُتعدّدةٌ مُتكثّرةٌ لتعدّدِ الخصوصياتِ العَصريّة, و تَكثّرِ المختصّاتِ المِصرّية, فالثابتُ المشتركُ لما هو الثابتُ المشتركُ, و المتغيّرُ المختصُّ لما هو المتغيّرُ المخصوصُ.
المقدَّمةُ الرابعةُ: إنّ كِيانَ الدينِ و أصولَ الأخلاقِ و قَواعدَ الفِقِه و الحقوقِ و ما الي ذلكَ من الأحكامِ و الحِكَم مخلوقٌ لله وحدَه, و صادرٌ منه و لا غير, و لا شريكَ للهِ سُبحانَه فـى تأسيسِ الأصولِ و تَشريعِ الشرائعِ و المناهجِ, و إنّ معرفةَ الدينِ و سائرَ شُؤنِه بالأصالةِ لا تَتحقّقُ إلاّ بالوحىِ للنبـىِّ(صلّي الله عليه و آله و سلّم) و بعدَ ذلكَ ينكشفُ لغيرِ النبـىِّ(صلّي الله عليه و آله و سلّم) تارةً بالعقلِ البرهانـىِّ, و أخري بالنقلِ الـمَوثُوقِ به, و تارةً ثالثة بالجمعِ بَينهما. و من هنا يَظهرُ أنّ البشرَ بما هو بَشرٌ عادىٌ لا بما أنّ اللهَ وَهَبَهُ عَقلاً كاشفاً لما يَحكُمُ به اللهُ, لا حكمَ له معتدّاً به أصلاً, و لا قانونَ يُعتَمدُ عليهِ أبداً, و لا ركنَ يُوثَقُ به قَطعاً, لأنّ البشرَ المنقطعَ عن العقلِ الموهوبِ له, الكاشفِ لما عن اللهِ, معزولُ الحكمِ رأساً, حيثُ إنّ اللهَ أخرجه من بطنِ أمّهِ و هو لا يَعلمُ شيئاً, كما أنّ مِن البشرِ مَن يَبلغُ الي أرذلِ العمرِ و لا يعلمُ مِن بعد علمٍ شيئاً, فهو أى البشرُ العادىّ محفوفٌ بالجهلينِ, كما أنّه نفسَه محفوفٌ بالعدمينِ, حيث أنّه لم يكُ شيئاً قبلَ الخلقِ, و لا يكونُ شَيئاً بعدَ الفَناءِ, اذ لا بقاءَ إلاّ لوجههِ تَعالي شأنُه, فالبشرُ بما أنّه بشرٌ عادىٌ لم يُوْهَبْ له العقلُ الكاشفُ لما عن اللهِ سبحانَه, إذ لا معرفةَ له أصلاً, فكما أنّه لا حكمَ إلاّ للهِ فكذلكَ لا معرفةَ إلاّ لَهُ تعالي.
و الـمَيزُ بين وجودِ الدينِ و ناموسِ الخُلْق و ما الي ذلك, و بينَ معرفةِ الدينِ و كشفِ الأخلاقِ و نحوِ ذلكَ, هو أنّ الأوّلَ أى تأسيسُ قواعدِ الدينِ و تدوينُ أصولِ الأخلاقِ, و جعلُ الطريقِ الي الهدفِ السامى مختصٌ به تعالي, و لم يجعلْ لغيرهِ فيهِ نَصيباً. و أنّ الثانـى أى معرفةُ تلكَ القواعدِ الدينيةِ, وهذه الأصولِ الخُلْقيّةِ فهو له تعالي أوّلاً و بالذاتِ, و يَهبَهُ اللهُ سبحانَه بالوحىِ للأنبياءِ و المرسلينَ(عليهم السلام) ثانياً, و لِغيرِهم بالعقلِ البرهانـىِّ أو النقلِ الـمَوثُوقِ به ثالثاً.
بعد اتّضاحِ تلكَ الأصولِ المهمّةِ فـى طىِّ هذه المقدّماتِ يَتَيسِّرُ القولُ بأنّ هويةَ الانسانِ ليست ما هو الدارجُ فـى الالسنِ و الكتب من أنه حيوانٌ ناطقٌ, بل ما هو, إلاّ حىٌّ متألّهٌ, فأىّ علمٍ صائبٍ و خُلقٍ صاعدٍ و عملٍ صالحٍ يُوجِب تَألـَّههُ و تَوَغُّلَه فـى معرفةِ اللهِ و أسمائِه الحُسني و صِفاتهِ العُليا يَستلزمُ حياتَهُ حتّي يصيرَ مَظهراً للحىِّ الذى لا يموتُ, و أىُّ اعتقادٍ و وصفٍ و عملِ طالحٍ يوجبُ اِلْحادَه و تَوغُّله فـى الايمانِ بما لم يُنزل اللهُ عليهِ من سلطانٍ عَقلىّ أو نَقلىّ يَستلزمُ مَوتَهُ حتّي يَصيرَ ميّتَ الأحياءِ, لأنّ حياةَ الروحِ بالمعرفةِ الصائبةِ و الايمانِ الواصبِ الخالِص, و مماتَهُ بالجهلِ العلمىِ و الجهالةِ العمليّةِ. و حيثُ إنّ الانسان مؤلّفٌ من روحٍ مجرّدٍ ثابتٍ و هو الأصلُ فـى هويّتِه, و من بدنٍ مادّىٍ متغيّرٍ و هو الفرعُ فيها, فكمالُه الخُلْقىّ إنّما هو فـى معرفةِ ما هو الأصلُ فـى هويّتِه, و ما هو الفرعُ فيها أوّلاً, و ما هو الذى ينبغى لَهُ بلحاظِ روحِه و بدنِه ثانياً, و ما هو المسلكُ الصحيحُ فـى تحصيلِ كمالِه الروحىِّ و البدنـِى ثالثاً, و ما هو الهدفُ السامى والمقصدُ النهائىّ لذلكَ المسلكِ السالِم رابعاً, و ما هو الموجبُ و المقتضى و السببُ و الشرطُ لذلكَ, و ما هو الدافعُ و الرافعُ و المانعُ و الضارُّ خامساً, و لنشرْ الي نَزْرٍ من ذلكَ و نقول: إنّ الانسانَ لا يَنعدمُ بالموتِ لأنـّه كادحٌ الي ربّه كدحاً فيلاقيه, لأنـّه يذوقُ الموتَ لا أنّ الموتَ يذُوقُه, حيثُ قال اللهُ سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾2, لا أنَّ كلَ نفسٍ يَذوقُها الموتُ, فالموتُ مَذُوقٌ و مهضومٌ و مضمَحِلٌّ و فانٍ رأساً, و الانسانُ الذائقُ له هاضمٌ و باقٍ لأنّه مهاجرٌ الي ربِّه, و منتقلٌ من دارٍ الي دارٍ, حتّي ينتهيَ الي دارِالقرارِ الّتي لا انتقالَ منها الي غيرِها أبداً, فهذا الموجودُ الذى لا يتطرّقُ إليهِ النَفادُ, و لا يَنسحِبُ إليه العدمُ, لابدّ له من زادٍ يَتزوّدُ بهِ و مِنهُ, و ليسَ هو إلاّ كمالُه العلمىّ و جمالُه العملىّ المبحوثُ عنهما فـى الحكمتينِ العلميّةِ و العمليّةِ. فالخُلقُ يُفيد العملَ ما استفاده هو من العقيدةِ الحاصلةِ من المعرفةِ و الاعتقادِ, و هو أمر مجرّدٌ ثابتٌ لأنّه زادُ الروحِ المجرّدِ الذى لا زوالَ له بإذنِ اللهِ سبحانَه, فالحىُّ المتألّهُ أى الانسانُ بما أنّه انسانٌ يَخاطِبُه اللهُ بهذا العنوانِ, لا يَري الموتَ إلاّ قنطرةً يَعبُر بها من الدنيا الي الآخرةِ, و حيثُ إنّه مربوبٌ للهِ سبحانَه, و مُلْهَمُ بما ألهمهُ من الفجورِ و التَقوي, يَسلك فـى معرفةِ الحقائقِ مسلكَ الحِسّ و التجربةِ لما ثَبَتَ له أنـّه: «مَن فَقَد حسّاً فَقَد علماً», أى علماً مستفاداً من ذلك المسلكِ, و يَسْلك أيضاً فـى معرفتِها مسلكَ العقلِ و التجريدِ لما ثبتَ له أنّ العلومَ المتعارفةَ التـى تبتنـى عليها الآراءُ النظريّةُ هي الأسسُ للمعارفِ العقليةِ, مضافاً الي استنادِ التجربةِ بالتجريدِ, و أنه لولا أصلُ التناقضِ الذى ينالُه العقلُ التجريدىُ لا الحسُّ التجربـىّ لما أمكنَ الاستدلالُ بالتجربةِ أصلاً, و يَسْلُك أيضاً فـى معرفةِ تلك الحقائقِ مَسلَك القلبِ و التزكيةِ لِمٰا ثبَتَ له أنّه: مَن فقَدَ تقويً فَقد شهوداً خاصاً مستفاداً منه, كما قال الله سبحانه: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً﴾3 فالنورُ الفارقُ بين الحقِ و الباطلِ, و المائزُ بين الصدقِ و الكذبِ, و الفاصلُ بين الخيرِ و الشّرِّ, و الحاكمُ بينَ الحَسَنِ و القبيحِ, و الحاجزُ بينَ الطيّبِ و الخبيِث, انَّما يَشتعلُ و يَتَوقَّدُ و يتلألأُ من مصباحِِ التَقَويٰ و مشكاتِه و سراجِه, فهذه هى طرقُ معرفةِ الحقائقِ و مسالُكها التـى أسَّسها الدينُ الإلهىّ الُموحيٰ الي الأنبياء(عليهم السلام), المُسستَكشَفُ لغيرهِ بالعقلِ تارةً و بالنقلِ أخري.
و الذى يتحصّلُ من هذهِ المسالكِ و المناهِجِ أمورٌ نأتـى ببعضِها, و هو أنَّ للانسانِ بما أنّهُ انسانٌ حياةً يَترتَّبُ عليها آثارُها المطلوبةُ, من الرُقّىِ والصعودِ الي الصَمَدِ الحقِ الذى ليسَ كمثلهِ شىءٌ, بالتقرّبِ من ثوابِه و الابتهاجِ برحمتِه و الالتذادِ بنعمتِه؛ و موتاً لا يَترتَّبُ عليهِ شىءٌ من تلكَ المآثرِ المرغوبِ فيها, و هكذا لهُ صحةً و مرضاً و استقامةً و اعوجاجاً. فالحىُّ المتألُّه أى الانسانُ بما أنّه انسانٌ لديَ اللهِ و رسولهِ و ملائكتهِ و أوليائهِ المقرّبينَ يَستجيبُ دعوةَ اللهِ و رسولهِ لما يُحْيِيه, أي يُجيبُ أمرَ اللهِ و رسولهِ و يَمتثلُ أحكامَه و يجتنبُ مناهيَهِ حتي يَحييٰ حياةً طيّبةً لها بركاتٌ خاصّةٌ, و يَصحُّ و يسَلَم من أىِّ مرضٍ بيّنهُ اللهُ فـى كتابِه مِن مَرضِ الالحادِ و الشركِ و الكفرِ و النفاقِ, كما قال سبحانَه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً﴾4, و مِن مَرَضِ السياسةِ المشؤُمة و الرغبةِ الي أهلِ الضلالِ و الكفرِ كما قال تعالي: ﴿فَتَرَي الَّذِينَ فـى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَي أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَي اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَي مَا أَسَرُّوا فـى أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾5, و مِن مَرضِ الطمعِ الي ما يُنافـى العفَافَ كما قالَ اللهُ سبحانَه: ﴿... فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فـى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾6. إذ الوحىُ شافٍ بإذنِ اللهِ, و القرآنُ شِفاءٌ بإذنِه كما قالَ اللهُ سبحانَه: ﴿قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فـى الصُّدُورِ﴾7, و قال تعالي: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾8. و لا مِريةَ فـى أنّ مرضَ الصدرِ أضرُّ من مرضِ البدنِ, كما قال علىُبنأبـىطالب(عليه السلام): «أَلاَ وَ إِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ وَ أَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ وَ أَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ»9, فالخُلُق السىُّء مَرضٌ روحىٌ و لِعلاجِه دواءٌ بَيّنُه الشرعُ المكشوفُ بالعقلِ البرهانـىِّ, و النقلِ المَوثُوقِ به, و للدّواءِ شِفاءٌ أفادَه كذلك, و بعدَ الشِفاءِ رحمةٌ خاصّةٌ لمن اسْتَشفيٰ بالقرآنِ, كما هو المستفادُ من قولهِ تعالي: ﴿...رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾10. فإذا عَرفَ الانسانُ نفسَهُ بأنّه موجودٌ رابطٌ لا استقلالَ لهُ أصلاً, و هو عينُ الربطِ الي الموجودِ المستقلِ الغنـىِّ عمّا سواه، اي اليه سبحانه, فهو ممّن عَرفَ نفسَهُ فعرفَ ربَّهُ, و حيثُ إنّ اللهَ موجودٌ بحتٌ لا مجالَ للعدمِ إليهِ, مطلقٌ لا قيدَ مَعه, صرفٌ لا شوبَ فيه, حقٌّ لا باطلَ إيّاه, بسيطٌ لا تركيبَ فيه, يعرفُ أنّ جميعَ ما سواهُ صرايا وجودِه, و مَرائى ظهورِه فَلاٰ يَري لغيرهِ استقلالاً, بل يري الكلَّ مفتقراً الي اللهِ, و متوكّلاً عليهِ, و صائراً اليه, و واثقاً بهِ, فهو أى الحىُّ المتألـّهُ لا يَعتمدُ علي نفسهِ, و لا علي غير اللهِ, لاستواءِ الكلِ فـى الربطِ اليهِ, و الافتقارِ و الالتجاءِ به, فلا يَعْبدُ إلاّ إيّاهُ, و لا يَظْلِمُ أحداً, و لا يَستعمُر و لا يَسْتَثمرُ و لا يَسْتَعبدُ و لا يَسْتحمُر بشراً, لأنَّ الناسَ كلَّهم عندَ هذا الموحّدِ الكاملِ المتخلّقِ بالتوحيدِ المتأدّبِ بآدابِه، سواسيةٌ كأسنانِ المشِطِ. كما أنَّ جميعَ الحالاتِ عندَه سواءٌ لأنّ اللهَ سبحانُه عالُم الغيبِ و الشهادةِ, عليمُ السرِّ و العَلَنِ, خبيرُ الخبيئتِه و الطليعةِ, بصيرُ التليدِ و الطارفِ, مُطّلِعُ السالفِ و الآنفِ, و شاهِدُ الغابرِ و القادمِ, فلا يَكتُمُ شيئاً لمعرفتهِ بأنّ اللهَ عليمٌ بذاتِ الصدرِ, فضلاً عن نفسِ الصدر, و لعلمِه بأنهُ سبحانَه يُخرِجُ ضِغْنَ أىِّ ضغينٍ, كما قالَ سبحانَه: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فـى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾11, فهو أى الحىُّ المتألّهُ يَعيشُ بنفسِه وحدَه موحِّداً, و يعيشُ مع أهلِ بيتِه متّحِداً موحِّداً, و مع أهلِ بلدِه مجتمعاً موحّداً, فيتجلّي التوحيدُ فـى نفسِه و بيتِه و بِيئتَهِ و تمدّنهِ و تديّنِه, لأنّ تمدَّنَه ليس إلاّ تديّنَه بالدينِ الإلهىِ, فتخلُّقه ليسَ إلاّ اتساءاً بالخُلقِ العظيمِ النبوىِ(صلّي الله عليه و آله و سلّم), واستنانُه ليسَ إلاّ اتباعاً لسنّتِه(صلّي الله عليه و آله), و تَسيّرُه ليس إلاّ تأسيّاً بسيرتِه(صلّي الله عليه و آله), و حيثُ إنّ للانسانِ الذى هو الحىُّ المتألُّه مادامَ كونُه سالكاً سبيلَ الحقِ القويِم، عدواً مُبيناً يريدُ أن يَصُدَّه عنه و يَصرفه الي غيرِه و هو الشيطانُ, و عدوّاً آخر هو أعدي عدوِّه و هو نَفسُهُ التـى بين جَنبيهِ, لأنـّها تُسَوِّلُ له الباطلَ حقاً, و القبيحَ حَسَناً, و تأمره بالسوءِ, و تنهاهُ عن الحُسنِ, فلابدَّ لهُ أن يجاهِدَ عدوَّه و يَتغلَّبَ عليه, و لا أقلَّ من أن لا يستسلِمَ لديه, و لا يَخضَعَ عِنده, و حيثُ إنّ ذلك العدوَّ المبينَ يريٰ الانسانَ من حيثُ لا يراهُ هو: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ﴾12 فلا محيصَ له أى للانسانِ المتألِّه من أن يتَحَصَّن بحِصنِ حصينٍ يري صاحبُ الحصنِ ابليسَ, و لا يراه إبليسُ. لأنّ اللهَ سبحانَه يري إبليسَ من حيثُ لا يراه هو, لأنه أى إبليس لا يري إلاّ نفسَه, و لذا قال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾13, و هذا المعني أى التحصُّن بحصنِ اللهِ سبحانه، حتي يصيرَ مصوناً عن رؤيةِ إبليسَ هو ذكُر اللهِ الذى أمرَ الانسانَ بأصلِه تارةً, و بكثرتهِ أخري, و بعدمِ الوَنْي و التسامحِ و التساهِل و الإدهانِ و الإيهانِ فيه ثالثةً, حيثُ قال الله سبحانه ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾14, و قال تعالي: ﴿... اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾15, و قال سبحانه ﴿وَلا تَنِيَا فـى ذِكْرِي﴾16, و عدم الضعفِ فـى الذكر يُقَرِّبُ القوّةَ فيه, كما قالُ سبحانَه فـى كيفيّةِ أخذِ الكتابِ الإلهىِ الذى هو عُصارةُ الدينِ: ﴿يَا يَحْيَي خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾17, ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾18 و يُشْبِهُهُ بوجهٍ قولُه تعالي: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾19, إذ المرادُ من القوةِ هنا هو قوةُ القلوبِ و الأبدانِ معاً حيثُما فَسّرهُ بعضُ أئمةِ أهلِ البيتِ(عليهم السلام) بذلك, لا خصوصَ قوّةِ الأبدانِ, فتبيّن فـى هذه الوجيزةِ أنّ الانسانَ الحقيقَى هو الحىُّ المتألّهُ, و أنّ هويّتَه المتألّهةَ ثابتةٌ عَبْرَ التاريخِ لا يُبليها شيءٌ, فلن تَجدَ لها تبديلاً و لا تحويلاً, و أنّ خُلقَهُ الحَسَن هو تَوغُّله فـى تألّهِه, فلا يَقومُ و لا يَقعدُ إلاّ بما أراهُ اللهُ سبحانَه و رآه هو بعقلِه البرهانِـى, أو نقلِه المَوثُوقِ به, و أنّ العدلَ و الحُريّةَ و الاستقلالَ و ما إلي ذلكَ من الكمالِ الفرّدىِ و الجمعىِ مُحَدّدٌ مضبوطٌ بما حَدّدهُ الشرعُ و ضَبَطَه الوحىُ, و كَشَف ذلك المشروعَ و المضبوطَ الدليلُ العقلىُ أو النقلىُ و أنّ الركنَ الوحيدَ لحقوقِ البشر,ِ و المنبعَ الفريدَ لاستنباطِ مباديها منه هو ما قرَّره الخالقُ الذى إليهِ يكونُ مآبُ البشرِ و مصيرُه, كما أنّه تعالي هو الذى كان منه بَدْءُ البشرِ و نشرُه, فالمرجُّو منهُ تعالي أنّ يوفقَنا و إيّاكم لما يُحِبُّ و يَرضي و أن يَحفظَ الإسلامَ و المسلمينَ أينَما كان و كانوا، غَفَر اللهُ لنا و لكم.
عبدالله الجوادى الطبرى الآملى
شوال المكرّم 1429
سنة الف و اربعمائة و تسعةُ و عشرين
1 .سورة آلعمران, الآية 19.
2 .سورة آلعمران, الآية 185.
3 .سورة الأنفال, الآية 29.
4 .سورة البقره, الآية 10.
5 .سورة المائده, الآية 52.
6 .سورة الأحزاب, الآية 32.
7 .سورة يونس, الآية 57.
8 .سورة الإسراء, الآية 82.
9 . نهجالبلاغة, الحكمة 388.
10 .سورة الإسراء, الآية 82.
11 .سورة محمد, الآية 29.
12 .سورة اعراف, الآية 27.
13 .سورة ص, الآية 76.
14 .سورة البقره, الآية 152.
15 .سورة الأحزاب, الآية 41.
16 .سورة طه, الآية 42.
17 .سورة مريم, الآية 12.
18 .سورة البقره, الآية 63.
19 .سورة الأنفال, الآية 60.
ترجمه فارسي پيام فوق:
بسم الله الرحمن الرحیم وإیاه نستعین
سپاس خدای را که برای تعلیم و تزکیۀ نفوس، در کتابش تجلی نمود و درود بر فرستادۀ او که با خُلق عظیم نعت گردید و بر خاندانش و هر کس که با گفتار راست، از او پیروی نمود. هر کس که خداوند، او را ولی خود شمرد، ولی خود می دانیم و از هر که خداوند از او بیزاری جست، بیزاریم.
این چکیده، پیرامون اخلاق از نگاه تئوری و عمل و نمونه ای از ادله و راهکارهاست. از خداوند متعال خواستاریم که کار صواب را به ما بیاموزد و ما را به آن چه ثواب در پی اوست، توفیق دهد. چند مقدمه و اصل را یادآور می شویم تا برای روشن شدن نکات مبهم در علم اخلاق، مورد استناد و اعتماد قرار گیرند.
مقدمه اول: علم اخلاق از علوم انسانی است. بنابراین به فراخور تفاوت دیدگاه ها در شناخت انسان و چیستی آن، دیدگاه ها درباره آن متفاوت است. همچنان چه انسان موجود خاصی در نظام عالم است، دیدگاه ها درباره آن هم به اندازۀ تفاوتها در شناخت ماهیت عالم متفاوت است. بنابراین کسی که چنین پنداشت، که هر موجودی مادی و محسوس است، و هر آن چه که مادی و محسوس نیست، موجود نیست؛ بلکه خرافه ای بیش نیست، او چنین خیال می کند که راه معرفت، منحصر در حس و تجربه است و انسان نیز مادّی محض است و با مرگ، نیست و نابود می شود؛ انسان بیهوده آفریده شده است و جز روزگار، چیزی او را هلاک و نابود نمی کند؛ می میرد و زندگی می کند، اما نه مبدأی دارد و نه معادی.
اما کسی که موجود را بر دو بخش مادی و مجرد می داند و بر این باور است که انسان تشکیل یافته از بدنی مادی و روحی مجرد است که با مرگ از بین نرفته فانی نمی شود، بلکه پس از مرگ باقی می ماند، او می داند که انسان هدف والایی دارد که از عبث تهی است، و برای او و جهان، مبدأِ مجرد علیم و قدیر و حکیمی است که هیچ چیزی مانند او نیست، و راه معرفت منشعب به حس و تجربه و عقل و تجرید است.
مقدمه دوم: خداوند سبحان، واحدی است که مانندی ندارد و اوصاف کمالی او عین ذات اوست، چنانچه [این صفات] ذاتا متحدند اگر چه از جهت مفهوم متفاوتند. و علم ازلی و ابدی او، حق محضی است که آمیخته با هیچ گونه جهلی نیست، و دستْ خوش هیچ سهو و فراموشی و تغییر و دگرگونی قرار نمی گیرد. او پروردگار جهانها و انسان و غیر انسان است. و ربوبیت او به عطا کردن حق هر حقْ داری به خودش و به هدایت آن به مقصدش و به نشان دادن راهی است که او را به مقصودش می رساند، می باشد. و این که خدا انسان را گاه با الهام عقلی و گاه با انزال نقلی هدایت می کند. خداوند سبحان انسان را گاه با وحیِ دریافت شده با عقل، هدایت می کند، و گاه با نقل. وحی، از آنِ انبیاء و مرسلین است و هیچ علمی همتای آن نیست، چون با شهود عینی و نه با حصول مفهومی به دست می آید، معصوم از خطا است، همچنان چه این فرستادگان نیز از اشتباه معصومند؛ بر خلاف دانشمندان دیگر که اولا، علمشان با حصول مفهومی و نه شهود عینی است، و دوم آمیخته با سهو و خطاست، و سوم از خطا نیز معصوم نیستند. بنابراین انسان با عقل برهانی و سمع معتبر، هر آن چه را خدا به او الهام کرده است و به واسطۀ انبیاء و رسل (علیهم السلام) بر او فرو فرستاده است، در می یابد.
مقدمۀ سوم: دین الهی مبدأ فاعلی یکتا و مبدأ قابلی یگانه ای دارد. و از آنجا که خدایی که مبدأِ به وجود آورندۀ دین است، تعدّد پذیر نیست، و مبدأِ پذیرای دین که فطرت انسانی است، اختلاف و تخلف ندارد و واحدی است که کثرتی به آن راه ندارد، بنابراین چنان چه خداوند سبحان فرمود، ناگزیر باید دین هم واحد باشد. ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾1 و از آنجا که انسان در هر دیار و روزگار و هر نسلی، ویژگیهایی دارد که در دیگران نیست، خداوند شریعت و منهاج مختلفی برای او قرار داده است. بنابراین اصل دین و خطوط جامع و مشترک آن واحد و تعدد ناپذیر است، چرا که فطرت انسانی واحد و تغییر ناپذیر است. و شرائع و آیین های او متعدد و متکثر است، چون ویژگیهای هر عصر و مصری متعدد است. پس آن چه ثابت و مشترک است، برای چیزی است که ثابت و مشترک است، و آن چه خاص و متغیر است برای چیزی است که خاص و متغیر است.
مقدمه چهارم: ساختار دین و اصول اخلاق و قواعد فقه و حقوق و احکام و حِکَم دیگر، آفریدۀ خدایند و از سوی او صادر شده اند؛ نه کس دیگر. و خداوند سبحان در تأسیس اصول و تشریع شرایع و آیینها، شریکی ندارد. و شناخت دین و مسائل آن، در ابتدا جز با وحی به پیامبر (صلی الله علیه وآله وسلم) امکان پذیر نیست، پس از آن برای دیگران گاه با عقل برهانی، گاه با نقل موثق و گاه با جمع بین هر دو، کشف خواهد شد. از اینجا روشن می شود که بشر به این عنوان که بشری عادی است؛ نه به عنوان کسی که خداوند عقلی به او بخشیده است که می تواند حکم خدا را دریابد، نه حکم شایان توجهی دارد و نه قانون در خور اعتمادی، و نه پایه قابل اتکایی [می توان برایش در نظر گرفت]، زیرا بشری که از عقلِ موهوب به او و کاشف آن چه از سوی خداست، جدا شده است، اصلا حق حکم دادن ندارد، چرا که خداوند او را از شکم مادرش بیرون آورد و او چیزی نمی دانست، چنان چه برخی به «ارذل العمر» می رسند و پس از دانشی [که اندوخته اند] چیزی نخواهند دانست. بنابراین بشر عادی را دو جهل فراگرفته است، همچنان چه خود او را دو عدم، چرا که پیش از آفریده شدن، چیزی نبود و پس از فنا نیز چیزی نخواهد بود، زیرا بقائی جز برای وجه الله نیست. بنابراین بشر عادی از این روی که بشری عادیست و عقلی که کاشف آن چه از سوی خدای سبحان است، موهوب او نیست، اصلا هیچ معرفتی ندارد، زیرا همان گونه که هیچ حکمی برای جز خدا نیست، هیچ معرفتی جز برای او نخواهد بود.
فرق بین وجود دین و ناموس اخلاق و مانند آن، و بین شناخت دین و کشف اخلاق و مانند آن، این است که اولی؛ یعنی پایه گذاری دین و تدوین اصول اخلاق و جعل راه به آن هدف والا، ویژۀ اوست و برای دیگران هیچ بهره ای از آن نگذاشته است. اما دومی؛ یعنی شناخت قواعد دینی و این اصول اخلاقی، اولاً وبالذات از آنِ خداست، در مرتبه دوم، خداوند آن را به انبیاء و مرسلین (علیهم السلام) به وسیلۀ وحی خواهد بخشید و سپس در مرتبه سوم، به دیگران از راه عقل برهانی یا نقل موثّق عطا خواهد نمود.
پس از روشن شدن این اصول مهم از راه این مقدمات، می توان گفت که بر خلاف آن چه که در کتابها و بر سر زبانها رایج است، هویت انسان حیوان ناطق نیست، بلکه هویتش چیزی جز «حی متأله» نیست. هر علمِ به هدف خورده و هر خُلقِ صعود کرده و هر عمل صالحی که تأله و غوطه ور شدن انسان را در معرفت خدا و أسماء حسنی و صفات والای او موجب شود، در پی دارنده حیات اوست؛ تا جایی که او جلوۀ «الحی الذی لا یموت» شود. و هر باور و صفت و عمل طالحی که به الحاد او بیانجامد و او را در ایمان به چیزی غوطه ور کند که خداوند بر آن حجت عقلی یا نقلی فرو نفرستاده است، مرگ او را در پی خواهد داشت؛ تا آنجا که مردۀ زنده ها خواهد شد، چرا که حیات روح به معرفت درست و ایمان خالص دائم است، و مرگ آن در پی جهل علمی و جهالت عملی است.
و از آنجا که انسان، تشکیل یافته از روح مجرد ثابتی است که اصلِ هویتش می باشد، و از بدن مادی متغیری که فرع آن است، بنابراین کمال خُلقی او، اول در پی شناخت آن چه در هویتش اصل و آن چه فرع است، می باشد، و دوم شناخت آن چه به لحاظ روح و بدنش مورد نیاز اوست، و سوم شناخت راه درست برای دست یابی به کمال روحی و بدنی است، و چهارم شناخت آن هدف بلند و مقصد آخری است که این راه سالم به آن می انجامد، و پنجم شناخت موجب و مقتضی و سبب و شرط این [هدف] و شناخت دافع و رافع و مانع و ضارّ آن می باشد.
توضیح این مطلب این است که انسان با مرگ از بین نمی رود، چون او به سوی پروردگار خویش رهسپار است و به لقای او خواهد رسید، چرا که او مرگ را می چشد؛ نه این که مرگ او را. خداوند سبحان فرموده است: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ﴾2 و نفرمود: «كل نفس يذوقها الموت». بنابراین مرگ چشیده شده و هضم شده و نابوده شده و از بین رفته است، اما انسان چشیده و هضم کننده و باقی است، چون به سوی پروردگار خویش مهاجر و از سرایی به سرای دیگری منتقل است، تا آن که به دارالقرار برسد که دیگر تا ابد از آن سرا به دیگر سرایی انتقالی نیست.
پس این موجود که نیستی و نابودی به او راه ندارد، بناچار، نیازمند زاد و توشه ای است که با خود همراه داشته باشد، و این توشه چیزی جز کمال علمی و جمال عملی او نیست که در دو حکمت علمی و عملی یافت می شوند. بنابراین خُلق برای عمل سودمند است؛ البته تا آنجایی که این اخلاق ریشه گرفته از عقیده ایست که از معرفت و اعتقاد بدست آمده باشد. و این، امر مجرد و ثابتی است، چرا که توشۀ روح مجردی است که به اذن خداوند متعال زوالی ندارد.
بنابراین انسان متأله؛ یعنی انسانی که خداوند او را با این عنوان خطاب می کند، مرگ را جز پلی نمی بیند که به وسیلۀ آن از دنیا به سوی آخرت عبور می کند. او از آنجا که تحت ربوبیت خداوند سبحان است و فجور و تقوا را از او الهام گرفته است، برای شناخت حقائق، راه حس و تجربه را پیش می گیرد، چون ثابت شده است: «کسی که حسی را از دست بدهد، علمی را از دست داده است.» یعنی علمی که از آن راه بدست می آید را از دست داده است. همچنین او برای شناخت آنها راه عقل و تجرید را نیز پیش می گیرد، چون ثابت شده است که علوم متعارفی که دیدگاه های نظری بر آنها پایه گذاری می شود، خود پایه های معارف عقلی اند. افزون بر آن، استناد تجربه به تجرید است و این که اگر اصل تناقض که عقل تجریدی به آن بار می یابد، نبود، اصلا نمی شد بر پایه تجربه استدلال کرد. او همچنین برای شناخت آن حقائق، راه قلب و تزکیه را پیش می گیرد، چون ثابت شده است که اگر کسی تقوای خاصی را از دست بدهد، شهود خاصی را که از آن تقوی مایه می گیرد، از دست داده است. چنان چه خداوند سبحان فرمود: ﴿إن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾3 بنابراین نور جدا کنندۀ بین حق و باطل، و تمییز دهندۀ بین صدق و کذب، و فاصل بین خیر و شر، و حاکم بین خوب و بد و حائل بین نیک و پلید، با چراغ تقوی شعله ور و فروزان می شود. پس اینها روشهای شناخت حقائق و راه های آن است که دین الهی ـ که بر پیامبران (علیهم السلام) وحی شده است و برای دیگران گاه با عقل و گاه دیگر با نقل کشف شده است ـ آنها را تأسیس کرده است.
آن چه از این راه و روشها حاصل می شود، اموری است که برخی از آنها را یادآور می شویم. و آن این که انسان بما هو انسان، حیاتی دارد که آثار مطلوب آن بر آن بار می شود. این آثار مانند ترقی و صعود به سوی صمدِ حقی که لیس کمثله شیء است که با تقرب به ثواب او و خشنود شدن به رحمت و کامیاب شدن به نعمت او حاصل می شود. چه این که این انسان مرگی دارد که در پی دارندۀ هیچ یک از آن آثار مرغوب نیست. همچنین سلامتی و بیماری و استواری و سستی نیز دارد.
بنابراین حی متأله؛ یعنی انسانی که نزد خدا و رسول و فرشتگان و اولیای مقربش انسان است، دعوت خدا و رسولش را برای آن چه که او را حیات می بخشد، اجابت می کند؛ یعنی این که فرمان خدا و رسولش را اطاعت می کند و احکام او را به جا می آورد و از نواهی او خودداری می کند، تا در حیات طیبه ای با برکات خاص خودش زندگی کند، و از هر مرضی که خداوند آن را در کتابش بیان نموده است، نجات یابد؛ چون مرض الحاد و شرک و کفر و نفاق. چنان چه خداوند سبحان فرمود: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً﴾4 و مانند مرض سیاستِ پلید و گرایش به اهل گمراهی و کفر. چنان چه خداوند فرمود: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾5، و مانند مرض طمع به آن چه که با عفاف منافات دارد. چنان چه خداوند سبحان فرمود: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾6.
وحی به اذن خدا شفا دهنده است و قرآن به اذن او شفاست. چنان چه خداوند سبحان فرمود: ﴿قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ﴾7 و همچنین فرمود: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾8 و شکی نیست که بیماری دل از بیماری بدن خطرناکتر است. چنان چه امام علی بن ابی طالب (علیه السلام) فرمودند: «ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب»9. بنابراین خُلق بد مرض روحی است و برای درمان آن دارویی وجود دارد که شریعت آن را بیان کرده است که خودْ گاهی با عقل برهانی و گاه دیگر با نقل موثق کشف می گردد. دارو هم به شفا می انجامد، و پس از شفا رحمت خاص می آید که برای کسی است که خود را با قرآن درمان کند. و این سخن از عبارت ﴿...وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾10 بر می آید.
اگر انسان خود را بشناسد که موجود رابط است و هیچ استقلالی ندارد، و او نسبت به موجود مستقل و غنی از ما سواه؛ یعنی نسبت به خداوند سبحان عین ربط است، او همچو کسی است که خود را شناخت و آنگاه خدای خویش را شناخته است.
و از آنجا که خداوند، موجود محض است که عدم به او راه ندارد، و مطلق است که قیدی ندارد، خالص است و هیچ شائبه ای ندارد، حق است و باطل نیست، بسیط است و ترکیبی در او نیست، پس او می داند که هر چه ما سوای اوست، پرتویی از وجود او و جلوه ای از نمود اوست. پس برای غیر خدا استقلالی نخواهد دید، بلکه همه را فقیر درگاه خداوند، و بر او متوکل و سوی او رهسپار و به او واثق می بیند. بنابراین او، یعنی حی متأله به خود و غیر خدا تکیه نمی کند چون همه در ربط به خدا و فقر و پناه به او مانند همند. پس او هیچ کسی را جز خدا بندگی نمی کند، و به کسی ظلم نمی کند و هیچ بشری را به خدمت و بردگی و نوکری نمی گیرد، چون همۀ مردم نزد این موحدِ کاملِ متخلق به توحید و متأدب به آداب آن همانند دندانه های شانه با هم همسانند. چه این که همۀ حالتها نزد او یکسان خواهد بود، چون خداوند سبحان، عالم غیب و شهادت و دانای نهان و آشکار و پوشیده و هویداست. اموال کهنه و نو را بینا و به دور و نزدیک و رفته و آمده آشنا و گواه است. بنابراین او (حی متأله) چیزی را پنهان نمی کند، چون می داند که خدا گذشته از خودِ دل، به آن چه در دل نهان است، داناست، و چون می داند که خداوند کینۀ هر کینه توزی را آشکار می کند؛ همان گونه که فرمود: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾11
پس حی متأله با خود، تنها و موحد است اما با اهل خانواده خود متحد و موحد، و با اعضای جامعۀ خود مجتمع و موحد است. بنابراین توحید در خود و خانواده و زیست گاه و تمدن و تدین او جلوه گر می شود. چون تمدن او چیزی جز تدینش به دین الهی نیست. بنابراین اخلاق او جز تأسی به خلق عظیم نبوی (صلی الله علیه وآله وسلم) نخواهد بود، و سنت پذیری او جز پیروی از سنت پیامبر (صلی الله علیه وآله وسلم) نخواهد بود، و رفتار و منش او نیز جز با الگو گیری از سیرۀ پیامبر (صلی الله علیه وآله وسلم) نخواهد بود.
و چون این انسان حی متأله، تا آن گاه که راه راست حق را می پیماید، دشمن آشکاری دارد که می خواهد او را از آن راه باز دارد و به دیگر جایی بکشاند که او شیطان است، و دشمن دیگری دارد که دشمن ترین دشمنهاست و او نفسی است که در درون او جای دارد، چون او باطل را برایش حق، و زشت را زیبا جلوه می دهد و به بدی فرمان می دهد و از نیکی باز می دارد، بنابراین باید با دشمنش بجنگد و بر او غالب شود، و دست کم باید تسلیم آن نشود و نزد او خاضع نگردد. و از آنجا که این دشمن آشکار، انسان را می بیند در حالی انسان او را نمی بیند. ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾12 بنابراین این انسان متأله چاره ای ندارد جز این که به دژ محکمی پناه ببرد که دژبانش ابلیس را ببیند و ابلیس او را نبیند. چون خداوند سبحان ابلیس را می بیند در حالی که او خدا را نمی بیند، چرا که ابلیس جز خود را نمی بیند و از این روی گفت: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ﴾13.
این تحصن به حصن خداوند سبحان که موجب پنهان شدن او از دید ابلیس می شود، ذکر خداست که گاهی خداوند، انسان را به اصل ذکر فرمان داده است، گاه به فزونی ذکر دستور داده است و گاه به سهل انگاری و تسامح و تعلل نورزیدن در آن. خداوند سبحان فرمود: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾14 و فرمود: ﴿...اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾15 و فرمود: ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾16. سستی نکردن در ذکر، به قوت آن می انجامد، چنان چه خداوند در چگونگی اخذ کتاب الهی که عصارۀ دین است، فرمود: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾17، ﴿خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ﴾18 و از جهتی این آیه نیز با این [آیات] شباهت دارد: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾19 چون منظور از قوّت در این آیه، قوّت قلب و بدن با هم است، زیرا برخی از امامان (علیهم السلام) قوت را این گونه تفسیر کردند؛ نه خصوص قوت بدن.
پس در این چکیده روشن شد که انسان حقیقی همان حی متأله است، و هویت متأله او در طول تاریخ ثابت است و چیزی آن را فرسوده نمی کند. بنابراین تحول و تبدیل ناپذیر است. و خُلق زیبای او غوطه ور شدنش در تأله خود می باشد. بنابراین نه می نشیند و نه بر می خیزد مگر بر اساس آن چه که خداوند سبحان به او نشان داده است، یا خود با عقل برهانی و نقل موثّق یافته است. و این که عدل و آزادی و استقلال، نمونه های دیگر کمال فردی و جمعی، محدود و معین به آن چیزی است که شرع و وحی مشخص کرده و دلیل عقلی یا نقلی آن را یافته است. و این که تنها پایه و اساس حقوق بشر و تنها منبع استخراج مبانی آن، همان چیزی است که خالق تدوین کرده است؛ خالقی که سرنوشت و بازگشت همه بشر به سوی اوست، همچنان چه آغاز و نشر بشر نیز از سوی اوست. از خداوند متعال مسئلت می کنیم که ما و شما را به آن چه دوست دارد و می پسندد موفق بدارد و اسلام و مسلمین را در هر جایی که باشد و باشند حفظ نماید. غفر الله لنا ولکم.
عبد الله جوادی آملی
شوال المکرم 1429
1. آل عمران: 19.
2. آل عمران: 185.
3. انفال: 29.
4. بقره: 10.
5. مائده: 52.
6. احزاب: 32.
7. یونس: 57.
8. اسراء: 82.
9. نهج البلاغة، حکمت 338.
10. اسراء: 82.
11. محمد: 29.
12. اعراف: 27.
13. ص: 76.
14. بقره: 152.
15. احزاب: 41.
16. طه: 42.
17. مريم: 12.
18. بقره: 63.
19. انفال: 60.